Alaa Ezzo
“الفن” كلمة صغيرة لكن معناها كبير..يلامس حياتنا اليومية بكل زواياها ..قد يقود البعض الى التميز .. وعليه كان لا بد لنا أن نستنير من تجربة شخص يحاكي الفن بكل معانيه ويعبر عنه بكل شفافية ..
السورية ألاء عزو فنانة، رسامة ومهندسة ديكور (مصممة داخلية ومصممة قطع أثاث) من مواليد الشام عام 1985 درست الفنون الجميلة اختصاص ديكور في الجامعة الأوروبية في حلب. تلقت الدعم والتشجيع من عائلتها وكما تقول: “هم قدموا لي الكثير من مساعدات مادية ومعنوية ..أحبهم”. خلال مسيرتها واجهت ولاتزال بعض العراقيل والصعوبات خاصة لجهة التنقل بين الدول من سوريا الى جدة فدبي وهذا ينعكس على السرعة في أداء العمل اذ أنها وفي كل مرة عليها أن تتعرف على المكان، السوق ومصادر التبضع.. لا زالت في ربيع عمرها الفني الا أنها تمكنت من تنفيذ مجموعتين (2 كولكشن) تتحدث عن الحرف اليدوية السورية القديمة و التراث الدمشقي و تصممت بطريقة فنية عملية و متعددة لاستخدامات. تطمح ان يكون لها غاليري و أتيلية خاص بها في المستقبل. .
فلنذهب بنزهة قصيرة الى عالم الفن الراقي والابداع:
كونك مصممة داخلية، ماذا أضافت هذه المهنة لأعمالك الفنية وأي من الاثنين هو مرآة الآخر؟
هذه المهنة فلسفية، نفسية وإنسانية اكثر بكثير من كونها جمالية. بالنسبة لي الفن و التصميم جزء لا يتجزأ و كلاهما مرآة للآخر. أنا أرى أن التصميم الداخلي هو جزء وليس اضافة فقط.
أهم رسالة وجهتيها من خلال أي عمل فني حتى اليوم ؟
أشعر منذ زمن أنه لا بد من ايصال رسالة معينة ولدي إيمان أنه لدى كل شخص رسالة يسعى لايصالها للآخرين… بدأت الفكرة عندما غادرت سوريا و سافرت مجبرة عندها ولد داخلي شعور – متأكدة أن مجمل من غادروا أوطانهم يشاطرونني اياه – أردت أن أعبر عن ما يختلج نفسي من أحاسيس وأيضا ما يشعر به تحديدا أبناء بلدي الحبيب الذين اضطروا على المغادرة كي أعيدهم ولو معنويا للاحساس بالوطن الأم سوريا وأوقذ بداخلهم أجمل الذكريات والحنين الى الجذور..
هناك مقولة شهيرة “اللحظات الحلوة ما بترجع بتنعاد”… لكنني أحاول جاهدة أن أعيد الشعور بلحظات نخلقها من خلال هذه القطع التي تعيدنا الى موقف نود أن نحسه ونعيشه وحدنا أو مع آخرين…لكل منا أسلوبه في المساعدة…هذه طريقتي في التعبير لأساعد نفسي في المقام الأول ومن حولي…خاصة خلال هذه الأوقات الصعبة.
اذا ما انطلقنا من التسليم والايمان بأن الفن مرتبط بشكل وثيق بالجوانب المعنوية وهو ترجمة للمشاعر المرهفة، كيف وأين نرى هذا الانعكاس في أعمالك/ لوحاتك الفنية ؟ أعز عمل فني على قلبك؟
ان هدفي الأساسي من المشروع ألا تكون القطع جمالية فقط – وهنا أنوه أيضا أنني تقدمت بطريقة جديدة لعرض العمل الفني (اللوحة) في البيت او العمل او المساحة الداخلية… – بل أيضا الاتصال المباشر معها لهذا الغرض اخترت المفروشات لانها هي العنصر الذي نكون عَلى تواصل معه دائما من العمل الداخلي ككل.. مثل الطاولة و الكوسترز وحتى الكرسي… ليس الهدف العرض فقط، جميل أن يكون هناك تواصل بينا و بين الفن بطريقة مباشرة نلمسه ونشعر به اكثر.. نعيشه اكثر… الطاولة مثلا هي قطعة جدا مثالية لمشروعي.. عندما نحتسي قهوتنا صباحا.. و يكون عليها لوحة فنية تعكس لنا ماضينا مصمم بطريقة تندمج مع حاضرنا او لحظتنا الراهنة.. عندها نكون قد اتصلنا مع العمل الفني مباشرة و أعطانا شعور ينقلنا لعالم ثاني و يفصلنا عن الواقع ونعيش اللحظة التي –وللأسف- أغلبنا وبسبب الحياة اليومية نسينا أن نعيش التفاصيل.. وهي أجمل ما في الحياة وأهمها وهي التي تصنع الحياة انا برأيي. أيضا كان الهدف من مشروعي ان الغرض من اقتناء اي قطعة ديكور لبيتنا او اي مكان ثاني ليس بهدف تعبئة الفراغ..ينبغي أن تكون تعني لنا القطعة وتعبر عنا و تحكي قصة ..عندها نؤسس الهدف الأساسي للتصميم الداخلي..وهو ليس فقط جمالي.. هو خلق كتلةاو مساحة تعبر عنا و تكون ملاذنا من اعباء الحياة.. وخصوصا في الأوقات الصعبة.
أحب كل أعمالي الا أن القطعة الأولى هي البذرة التي زرعتها.
هل تفضلين العمل في زمان ومكان وجو معين لإطلاق الأريحة الفنية؟
أعمل اما في الصباح الباكر او خلال الليل حيث السكينة والهدوء والبعدعن مشاغل الحياة.
هل ترين أن هناك تقدير واهتمام ووعي فني بالقدر الكافي عند المتلقي في عالمنا العربي أم أن التفاعل الغربي أعمق في هذا المجال؟
في وقتنا الراهن، نحن بأمس الحاجة الى ما يعيدنا الى الجذور والذكريات.. خاصة في عالمنا العربي، وقد سعدت كثيرا أن فكرتي وصلت للكثيرين.. لكنني لازلت أعتبر أنها لم تصل للجميع طالما هناك من يقول “كتير حبيتا بس ما بعرف وين بدّي حطا” لان اعمالي هي قطعة صممت لتكون معك في أي وقت و اي مكان كي تكون في الجو الخاص الذي تخلقه لنفسك مثلا الكوستر عَلى المكتب او الطاولة التي يمكن أن تتحرك معك في اي مكان في البيت.. ليس فقط للعرض.. أنها اكسسوار منزلي يسهل خلق جو خاص بصاحبه.
الى أي مدى تتناغم أعمالك وتصاميمك مع المزاج العربي الكلاسيكي؟
أعمالي انما هي قطع من الماضي منفذة بطريقة تناسب الحاضر فهي تناسب كل ذوق و مزاج.
ماذا يعني لك الانتتشار والى أي مدى يؤثر على جودة العمل؟
الانتشار يعني لي في حالة واحدة وهي أن يطلع العالم على قطعي كما أراها أنا ويستعملونها بالطريقة و الهدف الذي صممت لأجله.
هل تحرصين على فردية الرسالة من خلال العمل الواحد أم لاضير من الازدواجية؟
كل أعمالي تحوي اكثر من رسالة ان كان لجهة التصميم او العمل الفني الذي يزينها وبالطبع كل إنسان يراها من منظاره ويفهمها على طريقته و برأيي هذا هو هدف العمل الفني.
أين مكامن المنافسة في هذا المجال أم أن الفن أرقى من الدخول في هذه الدهاليز؟
لا أرى الموضوع كمنافسة بقدر ما أظنه رسالة وهدف أصبوا لتحقيقه.
هل تحرصين على المشاركة الدورية في المعارض ذات الصلة؟
أحاول قدر المستطاع أن أشارك في معارض لأعمم الرسالة ولايصال تصاميمي للجميع.. الا أنني لا أعتمد عَلى هذا بقدر كبير لان قطعي كلها رسم و شغل يد أفضل أن أعطيها وقتا للتنفيذ.
ما هو مصدر إلهامك عندما تبدأين بلوحتك الفنية ؟ كيف تستوحين فكرة العمل؟
احساسي و مشاعري هما مصدر الهامي.. أنا أرسم اشياءا” تعني لي.. أشياء تعبر عن اشتياقي وحنيني .. أرسم ذكريات من الماضي.. صور تعشش في مخيلتي…أوصلها بطريقة بسيطة ومجردة لاترك المجال للمتلقي كي ينسبها اليه وتعني له وتربطه بذكرياته. هناك العديد من الأعمال التي استوحيتها من العمارة الدمشقية القديمة والتراث او بتنفيذ القطع من مواد و تقنيات.
ما هي الأدوات والمواد التي تستخدمينها في العمل؟ لماذا الخشب – نوعه؟
أستخدم الألوان الزيتية عَلى الخشب… الخشب السويدي الخام الغني بالعقد و العروق الذي يعطي الدفئ والشعوربالزمن القديم و أستعمل الألوان القوية نوعا ما التي تحرك و تحاكي المشاعر وتشعرك بالحاضر.
هل تقومين بالتصميم على الطلب؟
بالطبع أصمم على الطلب – فسوف يكون من ضمن تصاميمي- هدفي أن يقتني الشخص القطعة التي تعني له.
الغرض – هواية، تجارة أم الأثنين معا ؟
ليس هواية و لا تجارة..الغرض رسالة.. لانني أؤمن أنه لكل منا رسالة وأنا لازلت في بداية الطريق.
أي صعوبات تواجهينها لاتمام العمل؟ معدل المدة الزمنية (القصوى-الدنيا) التي يستغرقها؟
انا أعمل بدوام كامل كمهندسة ديكور ومساء أتفرغ لمشروعي الخاص..عل ذلك من أبرز العقبات التي أواجهها ..ضيق الوقت.
لتسليم اي عمل المدة تتراوح بين ١٥ يوما الى شهر وأحيانا قد تصل الى شهرين..تبعا لطبيعة العمل.
ما هي التكلفة التقديرية لأي عمل تقومين به ؟ هل هو تمويل شخصي ؟
مشروعي هو تمويل شخصي لهذا أقوم بعملين في آن واحد كي أحقق طموحي و هدفي بجهد شخصي و فردي.
والتكلفة تتوقف على نوع العمل.
هل من آفاق توسعية في المستقبل أم هناك التزام بهذا الخط الفني ؟
بالتأكيد هناك توسع لشيء أكبر كي تصل الفكرة اكثر. ولن أضيع أية فرصة صغيرة كانت أم كبيرة لأحقق هذا وعندها سوف يلد هدفا آخر و رسالة جديدة اكيد اذ أن الرسالة لا نهاية لها فهي ترافقنا ما حيينا وتجسد هدفنا في الحياة.
أين يتوقف سقف طموحاتك لناحية الابداع الفني، بمعنى آخر متى تقولين هذا أكثر وأهم ما يمكنني تقديمه؟
طموحي لا سقف له ولن أضيع أية فرصة صغيرة كانت أم كبيرة لأحقق هذا وعندها سوف يلد هدفا آخر و رسالة جديدة بالتأكيد اذ أن الرسالة لا نهاية لها فهي ترافقنا ما حيينا وتجسد هدفنا في الحياة.
نبذة تعريفية عن هذا الفن بشكل عام : أصوله، انتشاره، صعوباته، أهميته، مكامن جماله، جمهوره، …(ملغى)
للتواصل:
https://www.facebook.com/AlaaEzzoArtsDesigns
Instagram : @alaa_ezzo
Twitter : @alaa_ezzo
[email protected]
+971566610431
قريبا website خاص